هل أصبح الحلم حقيقة؟ فابتكار روبوتات ذكية يمكنها التواصل مع البشر العاديين، لم يكن إلا حلما يستحيل تحقيقه بالنسبة للكثيرين، قبل أن يشاهدوا الروبوت صوفيا، أثناء حضورها المذهل بعدة مؤتمرات عالمية، تتجاوب خلالها مع الأسئلة الموجهة إليها بكل بساطة، فهل نحن على مشارف عصر الروبوتات بما يحمل من مخاوف الذكاء الاصطناعي؟
الحصول على الجنسية السعودية
كان الظهور الأخير للروبوت صوفيا في المملكة العربية السعودية، خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، حيث أثارت اعجاب الحاضرين ودهشتهم، لسرعة ردودها على الأسئلة الموجهة إليها.
كذلك فقد تم منحها الجنسية السعودية، في إجراء فريد، يعد هو الأول من نوعه، دفع صوفيا للتعبير عن سعادتها البالغة على اعتبار أنها أول روبوت في التاريخ يمنح هذا الشرف.
في الوقت الذي كشف البعض عن قلقه إزاء تلك القرارات الجديدة، حيث رآوا وكأنها تصريح واضح باعتبار تلك الروبوتات أشخاصا ذات صفة بل وجنسية أيضا، وما المخيف في ذلك إذن؟
مخاوف مستترة
القلق الذي عبر عنه البعض بالرغم من الاعجاب بالإنجاز العلمي برمته، يتمحور حول كون ظهور الروبوتات بتلك القوة، سيعني تقليل فرص البشر العاديين، فيما يخص عددا لا محدودا من الوظائف والأعمال، التي يمكن توكيلها للروبوتات الذكية، الأكثر كفاءة قطعا في الأعمال التي تتطلب جهدا بدنيا، أو حتى حسابيا.
بل إن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك، عندما توقع أن تدمر تلك الروبوتات العالم يوما، وهو ما أيدته الروبوت صوفيا نفسها، عندما قام ديفيد هانسون، مصمم الروبوت والمدير التنفيذي لشركة هانسون روبوتيكس، بسؤالها ساخرا في مارس عام 2016، عن رغبتها في تدمير البشر، حيث أكدت أنها ستوافق حتما على ذلك.
حينها لم يؤخذ الأمر على محمل الجد، خاصة بعد أن علقت صوفيا قريبا على مخاوف أحد الصحفيين من مستقبل الروبوتات، حيث فاجأته بردها الساخر، الذي أرجعت خلاله قلق الصحفي إلى مشاهدته كثيرا لأفلام هوليوود الأمريكية، مشيرة إلى أن تعامل البشر معها بصورة جيدة، سيعني تعاملها معهم بالمثل، دون وجود أي داع للخوف والقلق.
إيجابيات الروبوت صوفيا
بالنظر بصورة أكثر إيجابية، سنجد أن الروبوتات الذكية على شاكلة صوفيا، يمكنها أن تقوم بدور المساعدة في الأماكن العامة والمزدحمة، بتسهيل الأمور على الزائرين، كما أكد ديفيد هانسون، مصمم الروبوت.
ما أكدت عليه صوفيا نفسها، عندما قالت: «أرغب في استخدام الذكاء الاصطناعي لأجل تحسين حياة البشر، من أجل عالم أفضل وحسب»، وهو ما يترقب الجميع حدوثه من الآن.