هل تذكرون تلك الصورة الشهيرة؟ صورة المدير التنفيذي لنوكيا الذي يبكي أثناء بيع شركته لمايكروسوفت، ويندب حظه العاثر، وعدم قدرته وقدرة فريقه على التغير سريعا، ومواكبة العالم، ما أدى إلى هذا الفشل الذريع في النهاية.. تلك الصورة، هل تذكرونها؟
انتشرت تلك اللقطة بهذه الكلمات المؤثرة منذ فترة طويلة، فيما يشبه إبداء ندم من قبل مسئول كبير بعد ضياع شركته الكبرى، في تصريحات من المفترض أن تكون في غاية القوة، ولكن في الواقع لم تكن تلك الكلمات والصورة إلا كذبة كبرى صدقها الكثيرون من بعد.
معلومات مغلوطة
ارتبطت صورة ستيف بالمر وهو يبكي بأخبار كاذبة عدة، ففي البداية، لم يكن بالمر يوما مديرا تنفيذيا لشركة نوكيا، بل إنه كان يشغل هذا المنصب في شركة مايكروسوفت ذاتها، منذ عام 2000 وحتى فبراير من عام 2014، وهي معلومة واحدة كفيلة بأن تنسف فكرة البكاء على بيع شركة نوكيا لمايكروسوفت، حيث من المفترض أن يحتفل بهذا الانتصار العظيم له ولشركته.
كذلك فإن المدير التنفيذي لشركة نوكيا في تلك الفترة، كان ستيفان إيلوب، والذي لم نسمع بالطبع من قبل، عن أنه قام بالبكاء، أو حتى أنه أبدى ندما غير منطقي أثناء إتمام عملية بيع كبيرة مع مؤسسة ضخمة مثل مايكروسوفت.
حقيقة الصورة
أما عن حقيقة الصورة التي التقطت لستيف بالمر وهو يبكي بالفعل، فإنها لقطة تعود إلى عام 2014، أثناء فعاليات حفل وداع بالمر لمايكروسوفت، بعد أن أمضى 14 عاما كاملة داخل هذا الكيان التكنولوجي الكبير، كمدير تنفيذي وقائد محنك لا ينسى.
في النهاية، قد تبدو صورة مثل تلك، وهي مصحوبة ببعض التعليقات المؤثرة، وكذلك بعض الرسائل والدروس الحياتية المهمة، أمرا لطيفا يستحق المتابعة، ولكن في واقعه هي مجرد وسيلة تتبعها بعض الأقلام والمواقع الإلكترونية لجذب انتباه المتابعين، وتجميع الإعجابات، حتى وإن كان ذلك يأتي على حساب أمور أخرى أكثر أهمية، كالمعلومة الصادقة والضمير المهني، لذا فالحذر واجب من مروجي الشائعات والأكاذيب.