عندما يبحث أصحاب الميزانية المتوسطة عن أجهزة آيفون متطورة يذهب اختيارهم إلى الإصدارين 6 و6 بلس، وذلك نظرا لضيق الفارق التكنولوجي بينها وبين الإصدارات الأحدث من أجهزة الآيفون. ولكن تعالت أصوات الشكاوى من فشل أجهزة أبل بشكل مفاجئ فيما يخص هذين الإصدارين خاصة فيما يتعلق باستجابة الجهاز للمس إضافة إلى انثناء شاشة الجهاز إلى أعلى أو إلى أسفل.
ومع تعدد الشكاوى قام عدد من مالكي الإصدارات 6 و6 بلس من آيفون برفع العديد من قضايا التعويضات على شركة أبل مفيدين بعدم وجود أي إشعارات مسبقة من الشركة حيال التصميم المعيب للآيفون أو قابليته للانحناء بالتقادم منذ عام 2016.
وتسربت الوثائق مؤخرا من داخل معقل شركة أبل نفسها تفيد أن الشركة كانت على علم مسبق بأن الهواتف من الإصدار 6 و6 بلس عرضة للانحناء إذا ما قورنت بالإصدارات الأخرى لأجهزة الآيفون. خرج التصريح مؤخرا بصحة هذه التقارير من القاضية لوسي كوه «Lucy Koh» كأحد أجزاء الدعاوى القضائية التي تم شنها ضد شركة أبل لتكرار الشكوى من رداءة تصنيع شاشة اللمس وعدم استجابتها بفعل الانحناء.
وبعد مباحثات جنائية وفنية أجريت بأمر من المحكمة، تم إطلاق العديد من الاختبارات الهندسية على الإصدارات 6 و6 بلس للتحقق من صحة الادعاءات، الأمر الذي انتهى بصحة المزاعم خاصة بعد مقارنة الإصدار 6 بقياس 4.7 بوصة بالإصدار 5 من آيفون، وتبين أن هذا الإصدار قابل للانحناء عن الإصدار الأقدم بنسبة تتعدى الـ30%، والإصدار الأكبر حجما 6 بلس قابل للانثناء بنسبة أكبر لتتعدى حاجز الـ70%.
وانتهت التحقيقات بتورط شركة أبل في هذا الغش التجاري لهذا الإصدارات بعد التأكد من معرفتها السابقة بهذه المشكلة الفنية في الإصدارين، وحاولت تقليص حجم المشكلة برفع أسعار اكسسوارات الجهازين وتكلفة الإصلاح، الأمر الذي يدفع المستخدم للتخلص من الجهاز وشراء آخر جديد.
لم تتوقف أبل عن الدفاع عن منتجيها 6 و6 بلس، مؤكدة أن الادعاءات كيدية تهدف إلى تقليل قيمة أسهم الشركة في سوق الهواتف الذكية، وأن الأمر لا يزيد على سوء استخدام وإهمال للمنتج. ولكن الأمور قد تفاقمت بعد ظهور مشكلة فنية أخرى تخص اللوحة الأم الخاصة بالجهاز مع استمرار أبل بدفع المزاعم المضادة، قائلة إن هذه الأجهزة تعرضت لارتطامات شديدة بأسطح صلبة لا غير، وأنها ستقاضي المدعين عاجلا أم آجلا.
لكن جهات القضاء رفضت الأخذ بمزاعم شركة أبل بخصوص تطويرها للوحة الأم، بعد ظهور هذه المشاكل وانتشارها في السوق، إضافة إلى موافقة الشركة على عملية الاستبدال للأجهزة المعطلة من الإصدارين 6 و6 بلس مقابل 149 دولارا فقط بدلا من 349 دولارا، مع التعتيم على إجراء هذه التعديلات على أجهزة الآيفون من الإصدارات السابقة الأمر الذي أكد على صدق مزاعم الشاكين من مستخدمي الآيفون.