كتبت – سندس أسامة
قلما يخلو منزل في العالم الآن من أجهزة الإنترنت اللاسلكية التي تدعى «واي فاي»، والأهم من ذلك أن تلك الأجهزة لا تكاد تنطفئ أبدا، لكن الحقيقة التي قد لا يعلمها أغلب الأشخاص أن الأمر ينطوي على خطورة، وأن ثمن الاستغناء عن الأسلاك والكابلات الأرضية العملاقة فادح جدا، خاصة حين يتعلق الأمر بالصحة والوقاية من الأمراض.
فما المشكلة؟
ترسل أجهزة التوجيه اللاسلكية إشارات كهرومغناطيسية إلى أجهزة الحواسيب الخاصة عبر الجدارن، هذا الإشعاع الذي يمر عبر طبقة من أحجار البناء والكتل الخرسانية والطلاء ما الذي تعتقد أن يفعله بالمرور خلال جسدك؟ إن كان لديك أحد أجهزة الاستقبال اللاسلكي في منزلك، فأنت معرض للإشعاع الهائل، والمشكلة الكبرى أن تكون محافظا على إبقاء «الواي فاي» متاحا 24 ساعة طوال اليوم وعلى مدار الأسبوع، ولا تنس أن جيرانك بالمنازل الأخرى يملكون أجهزة استقبال أيضا تنقل الإشعاع كيفما شاءت.
صحيح أن الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي تصدره أجهزة الاستقبال اللاسكي منخفض المستوى، إلا أن الدراسات أظهرت أن التعرض الطويل للموجات الكهرومغناطيسية التي تسببها أجهزة الواي فاي يمكن أن يسبب تلفا في الدماغ، وفقدانا للذاكرة، وحتى الأورام السرطانية، والأشد من ذلك أن يحدث التعرض الطويل لتلك الموجات على فترات زمنية طويلة قد يحدث تغييرات في الحمض النووي.
يزعم بعض الأشخاص أنهم يعانون من مشاكل صحية بسبب التعرض لشبكات الواي فاي، هذه المشاكل تتراوح بين عدم انتظام ضربات القلب، والدوخة، والصداع، وقلة التركيز، والقلق، والاكتئاب، ومشاكل في الهضم، ويقولون إن إغلاق شبكة الواي فاي أو مغادرة المناطق الملئية بتلك الشبكات يشعرهم بتحسن كبير.
وفي دراسة مثيرة للغاية، قام مجموعة من الباحثين الدانماركيين بإجراء تجربة على بذور عشبية، فقاموا بزراعة 200 بذرة صالحة للإنبات في غرفة خالية، وزرعوا مثلها في غرفة أخرى بجانب جهاز واي فاي مفعل، وتلقت البذور الـ400 في الغرفتين نفس مقدار العناية والري، وبعد 12 يوما، نبتت البذور بالغرفة الخالية، ولم تنبت تلك المزروعة بجهاز الواي فاي.
ربما حان الوقت لندرك مخاطر التعرض المستمر لإشعاعات الواي فاي والهواتف الشخصية، ولنأخذ خطوة إيجابية نحو الوقاية من أمراض فتاكة تسببها تلك الإشعاعات، وذلك بالحفاظ على إطفاء أجهزة الواي فاي، وقفل إمكانية الاتصال بالهواتف المحمولة خلال الليل، فأنت خلال نومك لن يعنيك أن يراسلك أحد أصدقائك عبر البريد الإلكتروني أو حسابات التواصل الاجتماعي، كما أنك لن تجري مكالمات هاتفية خلال نومك، فما الداعي إذن لإبقاء تلك الأجهزة مفتوحة طوال الوقت؟