مع الانتشار الواسع لمواقع التواصل الاجتماعي، ومعه انتشار الأخبار المفبركة والكاذبة، تنبه البعض أخيرا لضرورة اتخاذ موقف حاسم ضد تلك النوعية من الأخبار المضللة، فكان أول المهتمين بصدها موقع التواصل الاجتماعي الأنجح فيسبوك.
انتفاضة فيسبوك
إذا أضاف موقع فيسبوك حائط صد دفاعي ضد الموضوعات المفبركة المنتشرة بقوة على صفحاته، إذ أعلن عن أن تكرار ظهور أخبار مضللة وغير حقيقية على صفحة ما من صفحاته، سيعني بلا تردد منع تلك الصفحة من الإعلان على الموقع الشهير.
حيث سيستخدم فيسبوك مؤسسة ما، ستكون كالطرف الثالث بين موقع فيسبوك وبين صفحاته، للتأكد من كافة الأخبار والقصص التي تنتشر عبر صفحات الموقع، وهي خطوة تصعيدية جراء انتشار تلك النوعية من الأخبار عبر الفيسبوك بوضوح في السنوات الاخيرة، ما جعل البعض يعتبر فيسبوك مصدر الشائعات الأول في العالم بلا منازع.
فرصة أخيرة
أشارت إدارة فيسبوك كذلك إلى أنها قامت بالفعل بإيقاف إعلانات عدد من الصفحات، التي تعتمد بالأساس على الموضوعات الزائفة لتحقيق مكاسبها، ولكنها أوضحت أيضا أن توقف تلك الصفحات عن إصدار الأخبار المغلوطة، سيعني إتاحة الفرصة من جديد لها، من أجل إعادة استخدام الإعلانات الخاصة بفيسبوك على صفحتها، فيما يشبه الفرصة الأخيرة لها.
الجدير بالذكر، أن اهتمام فيسبوك بمواجهة الأخبار المفبركة، قد زاد كثيرا مع إجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية الأخيرة في عام 2016، والتي فاز فيها الرئيس الحالي للولايات المتحدة دونالد ترامب، حيث انتهج الموقع أسلوبا يبدو جديدا عليه، يخص مراقبة الصفحات والحسابات المشكوك في أمرها مراقبة لصيقة، وهي الحسابات التي صدر عنها من قبل معلومات وقصص مغلوطة.
ووفقا لبيان فيسبوك، فإن الصفحات التي تعتمد على الأخبار المغلوطة، دائما ما تجعل الحقائق تغيب وسط أكاذيبها، فهل سيتمكن إذن فيسبوك من إيقاف مد الصفحات والحسابات المفبركة التي لا يخرج عنها إلا أخبار كاذبة ومتناقضة أحيانا، تتوه معها الحقيقة؟ أم أن الأمر صار خارج عن سيطرة الموقع الشهير نفسه؟