انتشر في الأيام الماضية فيرس 2019-nCoV الذي نعرفه كأحد فيروسات كورونا متسببا في مقتل العشرات وهنا نناقش دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في مواجهة الفيرس.
نظام ذكاء اصطناعي يساعد في مواجهة فيرس كورونا
يعتبر الوقت عنصرا أساسيا في مواجهة الأمراض الوبائية؛ كلما توفرت المعلومات سريعا، استطاع المسؤولون أن يأخذوا احتياطات لازمة في مواجهة انتشار الفيرس. لكن المشكلة أنّ حكومة الصين تُعرف بتحفظها ‑ولو قليلا- في مشاركة معلومات عن الصحة العامة، كما حدث مع وباء سارس الذي انتشر من هونج كونج إلى تورونتو في 2003 متسببا في مقتل 740 شخصا.
ولذا من بين الأدوات التي لجأ إليها العلماء في منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض لتتبع انتشار فيرس كورونا هو نظام الذكاء الاصطناعي Bluedot، الذي تنبأ منذ الأيام الأولى بانتشار المرض من منبعه في مدينة ووهان (يقال من أحد أسواق بيع المأكولات البحرية) إلى مدن بانكوك وسيول وتايبيه وطوكيو، وهو ما حدث بالفعل.
وحتى يتبنأ النظام بذلك، يتابع تقارير الأخبار بنحو 65 لغة وتقارير شبكات الأمراض الحيوانية والنباتية ويستخرج المعلومات من المنتديات والمدونات ‑دون المنشورات على منصات التواصل الاجتماعي- بجانب بيانات تذاكر الطيران التي تساهم في تعريفه المدن المحتمل انتشار المرض فيها. وبالطبع، هناك تدخل بشري للتيقن من صحة المعلومات التي يتم تزويد الذكاء الاصطناعي بها.
بعد إتمام نظام Bluedot توقعاته يباشر في إرسال التقارير إلى مسؤولي الصحة العامة في أكثر من 10 دول بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا، وكذلك شركات خطوط الطيران، ومستشفيات الخطوط الأمامية؛ وهكذا يشارك الذكاء الاصطناعي في توقع أماكن انتشار المرض ليساهم في مواجهته.
هذا كان الخبر الإيجابي، لكن نظام ذكاء اصطناعي آخر تنبأ بما يمكن وصفه بالخبر السيء.
نظام ذكاء اصطناعي يتوقع مقتل الملايين بسبب فيرس كورونا
تأتي توقعات هذا النظام قبل 3 شهور من انتشار المرض الوبائي الناجم عن فيرس كورونا 2019-nCoV في ووهان الصينية. وقد استخدم النظام في محاكاة توقعت أن سلالة فيروسات كورونا ستتسبب في مقتل 65 مليون شخص خلال 18 شهرا.
وقد أثار القلق خبراء الصحة في الولايات المتحدة مع احتمال كون الأرقام المعلنة من الصين عن مقتل 41 شخصا وإصابة نحو 1300 شخص غير دقيقة بالمرة وأن العدد الحقيقي قد يكون آلاف مؤلفة؛ علما بأنّ أعراض الإصابة بالمرض قد يستغرق ظهورها 14 يوما.
والسبب وراء الاعتقاد في تفشي المرض أكثر مما نعرفه أمران: أنّه صاحب عطلة بداية السنة القمرية الذي يشهد مليارات الرحلات من وإلى الصين، وما يترتب عليه من سفر الكثير من الصينيين إلى دول أخرى.
أما السبب الثاني فهو ردة فعل الحكومة الصينية اليائس؛ إغلاق 14 مدينة ووضعها تحت الحجر الصحي له تداعيات هائلة على اقتصاد الدولة، ربما يعني أن الصين تتكتم على معلومات خطيرة بشأن المرض المميت. لكن أيضا يمكن أن يكون بروتوكول استجابة مدروس، تعلمته الصين من انتشار وباء سارس مطلع الألفية.
يُذكر أيضا أن مدينة ووهان مصدر فيرس 2019-nCoV كانت موطن معمل أبحاث يدرس فيروسات قاتلة مثل إيبولا وسارس، وحذر خبراء السلامة الحيوية في الولايات المتحدة من احتمال هروب الفيرس من المنشأة في 2017. فهل يا ترى ليس مصدره فعلا أحد أسواق بيع المأكولات البحرية؟!