إذا كنت من الذي يشكون دائما في أن الهواتف الذكية تقوم بتسجيل محادثات المستخدمين دائما، فربما عليك التراجع خطوة بشأن هذا الأمر. الكثير من الأبحاث المختلفة فشلت في الوصول إلى أي دليل على ذلك، حيث أنه وإن كان الهاتف يسجل البيانات فليس من الممكن إخفاء تنقل البيانات إن كان من الممكن تشفيرها.
هاتفك على الطاولة أو في جيبك وتقوم بالتحدث إلى أحد أصدقائك عن شيء تود شراءه، ثم ليلا أو في اليوم التالي تجد إعلانا مشابها على فيسبوك، فتقول أنه الهاتف الذي يتسبب في ذلك، وتبدأ بتذكر أن الهاتف يمتلك مايكروفون ومن الممكن أن يسجل كلامك. جميع هذه المواقف تبدو بارانويا من سيطرة التكنولوجيا ليس أكثر.
وبالإضافة إلى عدم وجود أي دليل على تسجيل الهاتف لصوتك، تحاول الشركات الكبرى توضيح موقفك من هذا الأمر حيث أن جوجل وأمازون يتيحون إمكانية عرض الملفات الصوتية التي يقوم مساعدو الذكاء الاصطناعي بتسجيلها مع إمكانية مسحها تماما، أما فيسبوك فقد أكدت بشكل رسمي عدم قيامها بتسجيل الصوت من خلال التطبيق. جوجل وأبل أيضا تضعان قيودا على التطبيقات لمنعهم من تسجيل الصوت دون معرفة المستخدم ويحاول نظام أندرويد منع هذا الأمر بشكل كامل.
الجانب القانوني أيضا يرجح عدم قيام أي من الشركات الكبرى بذلك، فشركة جوجل قد تعلمت الدرس قبل ذلك بعد متابعة نشاط المستخدم عبر المتصفح في حين أن فيسبوك قد تعلمته عند اكتشاف قيام الشركة بتجميع سجل جهات الاتصال الخاص بالمستخدم. خطأ مثل هذا ليس كفيلا بأن يقلل من عدد مستخدمي منتجات شركة فقط بل كفيل بأن تخسر المليارات وأن تخسر مستخدميها وتهدم بالكامل في عالم لا تنتهي فيه المنافسة.
فضيحة Cambridge Analytica التي ضربت فيسبوك كانت خير دليل على ذلك، فالزلزال الذي هز فيسبوك بمجرد تسببها في تسريب بيانات دون عمد لم يضرب الشركة وحدها بل كان محذرا لأي شركة من الممكن أن تفكر فقط في المساس ببيانات المستخدم دون وضوح ودون معرفته بالأمر. هذا بالتأكيد لا ينهي الاحتمال بشكل كامل لكنه يصعب الأمر بلا شك ويجعل من عواقبه أمرا واضحا للغاية، خصوصا أننا كمستخدمين نعطي هذه الشركات الكثير والكثير من المعلومات مجانا.