لا خلاف على أن آبل شركة مثيرة للخلاف، لها جمهورها الذي يهتف لها، وأسبابه واضحة، يمكن أن نوجزها في التصميم الفخم للمنتجات والأداء العالي والجودة العالية، فما هي الأسباب المنطقية لكره الشركة من قبل الكثير؟
يستند هذا المقال على بحث موضوعه أسباب كراهية العلامات التجارية واسمه “Consumer Brand Hate: Steam rolling whatever I see” في ضوء أدبيات علم النفس وسلوك المستهلك، ودعم صاحب البحث أفكاره باستطلاع رأي أجراه على 500 شخص. مع العلم أن الأساب الآتي ذكرها تخص نوع يُسمى الكاره العادي ونوع آخر يُسمى شديد الكره.
أُجري البحث على 150 علامة تجارية، وذكر 50% أسماء علامات تجارية ضمن أعلى 30 علامة قيمة في العالم، ورغم أن الاستطلاع أُجري في الولايات المتحدة موطن آبل، فقد أعلن 12% كرههم للشركة، دون مزيد من الإطالة إليكم الأسباب العلمية وراء كراهية آبل.
1- يميل الناس لكره الناجحين
هناك حقيقة لا يمكن تفاديها، أن المستهلك يميل لكره الشركات الناجحة ذات القيمة العالية، وليس آبل بحد نفسها؛ والسبب وراء ذلك هو أن هذه الشركات تكون تحت تدقيق كبير من الميديا وأخطائها تصبح فضائح، ودائما يضرب بها الأمثلة عند ذكر جشع الشركات، كما أن نجاحها الكبير يخلق الظن في استخدام أساليب ملتوية غير أخلاقية بغض النظر عن حقيقة ذلك من غيره. وآبل كانت ضمن أعلى شركات العالم قيمة لسنوات طويلة، فهي أول شركة عامة وصلت قيمتها السوقية إلى 1 تريلون دولار.
2- لأن آبل في الفريق الآخر
يتعلق الناس بطريقة غريبة بالمنتجات التي تعودوا عليها، وهذا التعلق أو الحب يتضاعف عندما نخص المنتجات التقنية، ويزداد أكثر عندما يكون المنتج هو الهواتف الذكية؛ وفي عالم الهواتف هناك فريقان واضحان: فريق iOS الذي تمثله شركة آبل وحدها، وفريق أندرويد الذي تمثله شركات كثيرة أمثال سامسونج وهواوي وشاومي، ومن السهل أن يتحد فريق أندرويد في أي نقاش حاد متسلحا بالحقائق والتحيزات والإهانات ضد فريق آبل.
3- لأن آبل مثال للنزعة الاستهلاكية
بالنظر لقيمة سهم آبل، ففي أوقات كثيرة تكون العلامة التجارية الأغلى في العالم، أي أنها تستفيد من النظام الرأسمالي؛ وغايتها إلى ذلك ليس ببيع ملايين المنتجات وحسب، بل بترويج فلسفة أنّ منتجات الشركة تجعلنا بشرا أفضل باستخدام عبارات مثل “امنح الناس أدوات رائعة وسيفعلون أشياء رائعة” للترويج لمنتجاتهم؛ ورغم أن هكذا إعلان يتضمن جزءا من الحقيقة (لا ننكر قيمة منتجات آبل)، لكنّه ساعد في خلق إيحاء بأنّ علامة التفاحة تعطي قيمة أعلى للمنتج.
وهؤلاء الذين لا يقعون في فخ هذا الإيحاء، يجد علامة التفاحة مُنفِّرة، ويصل الحد للاعتقاد بأنها الخطأ الوحيد في العالم الحديث وسبب هوسنا بالسلع المادية؛ فالعقل لا يقبل فكرة إنفاق مئات وآلاف الدولارات مقابل شيء له بدائل أرخص بكثير، ولا ينبغي أن تصل العلامات التجارية لحد التقديس. وبالحديث عن ذلك..
4- بسبب محبي آبل
لقد مررنا جميعا بتجربة أن نحب شركة أو شيء، لكن ما إن نكتشف أن قاعدة المعجبين مزعجة نفضل الابتعاد عنه؛ وهذه حقيقة بالنسبة لمحبي آبل. فبعض عملاء آبل يصل إخلاصهم للعلامة إلى مستويات غير مبررة، فيثني على أي منتج تصدره الشركة بغض النظر عن صفاته الموضوعية أو عيوبه الفاضحة.
حتى لو كان شعورك نحو آبل محايد، فإن خوض نقاش مع مهووس بآبل يحاول إقناعك بمدى روعة منتجات الشركة، قد يشعرك بأنه سيفقد نصيب من أرباح الشركة التي لا تصله أصلا، وهذا كافي لجعلك غير محب لعلامة التفاحة.
5- لأنّهم ليسوا من قاعدة المستخدمين الذين تستهدفهم آبل
كثيرا ما تنتقد آبل بسبب تعمدها تقييد استخدام أجهزتها؛ من منع إنشاء اختصارات للتطبيقات في أي مكان إلى تجنب ميزة الإرسال عبر بالبلوتوث، وأشياء كثيرة ليست معقدة على آبل لكن ترفضها. هذا يؤدي إلى غضب المستخدمين المتقدمين ويشعرهم بأن آبل تعتبرهم جهلاء بالتقنية، وهذا صحيح إلى حد ما؛ فرغم أن قاعدة مستخدمي أجهزة آبل تشمل كل الخصائص الديموغرافية، أغلبهم ليسوا بعيدين كل البعد عن وصف المستخدم المتقدم وحسب، بل طموحهم إليه شبه منعدم، كل ما يريدونه هو منتج سهل وبسيط الاستخدام يقوم بأشياء محدودة على وجه مثالي.
6- بسبب ممارسات آبل المشكوك فيها
نصيب كبير من كراهية آبل هي أعمالها التي تشير إلى عدم اهتمامها بعملائها؛ ومثال على ذلك الشواحن البطيئة التي تأتي مع هواتف آيفون، خيارات التخزين الصغيرة التي تجبر المستخدم على اقتناء نسخ أغلى، خاصية تقليل أداء هواتف آيفون بعد أن تقل صحة البطارية التي تجعل المستخدم يفكر في اقتناء هاتف جديد أو المطالبة بمتاجر صيانة مستقلة لإصلاح أجهزة آبل. مثل هذه الأسباب وأكثر كانت سببا في تحول الكثير من نظام آبل البيئي إلى شركات منافسة على مر السنوات.
بغض النظر عن نوايا آبل النبيلة من عدمها، فيظل المبرر هنا أنها في الأول والأخير مجرد شركة؛ هدفها هو الربح، ويتعين على الرؤساء التنفيذيون تقديم أخبار سارة للمستثمرين كل ربع، وإلا وضعوا في مأزق. وبالحديث عن المال..
7- بسبب أسعار منتجات آبل
منتجات آبل دائما هي الأغلى، وهذا لأنها دائما تصنع منتجات رائدة وفخمة، ووسيلة الشركة لإخبارك ذلك هي التسعير الباهظ؛ وبالطبع السعر هو العامل الأكثر تأثيرا على المشترين. فكأن آبل طوقت جنتها بسور يُحرِّم على النّاس دخولها، وهذا سبب كافي لكرهها.
التسعير المبالغ فيه مصطلح يستخدم عادة لوصف منتجات آبل، مع العلم أن منتجات الشركة ممكن جدا تقليل تكلفتها، لأن لديها أعلى هوامش ربح في السوق، لكن يبدو أن عددا كاف من الناس لا يمانع من استراتيجية التسعير الحالية.
هذه كانت أسباب بارزة وراء كره الناس لآبل، وهناك الكثير منها، ربما أنت جزء من الحركة بنفسك؟ إذا كنت كذلك، فلا تحرمنا من تعليقك حول أسبابك.