بعد تساؤلات كثيرة من شركات الاتصالات، ظهر أخيرا أول بيان رسمي يكشف عن سرعة شبكة الجيل الخامس، التي يبدو وأنها ستتفوق على سابقتها من الجيل الرابع LTE بما يصل إلى 100 ضعف.
إذ أصدرت شركة «هواوي» الصينية بيانها حول الإنتاجية الجديدة من الهواتف والاجهزة اللوحية التي تعمل وفق معايير شبكة الجيل الخامس للاتصالات لتتصدر بذلك سوق الإلكترونيات الذي يدعم الاتصالات اللاسلكية.
ووفقا لبيان هواوي، فإن سرعة الجيل الخامس ستكون بين 1 إلى 10 جيجابيت في الثانية، وهو ما يصل إلى 100 ضعف سرعة الجيل الرابع، إضافة إلى تأخير مقداره جزء واحد من الثانية مقابل 50 جزء من الثانية للجيل الرابع الحالي، وأكثر من مليون اتصال في الكيلومتر المربع.
ولا يمكن حصر فوائد شبكات الجيل الخامس إلى مجرد تحسينات في سرعة الاتصال باللاسلكي والتصفح فائق السرعة للبيانات، حيث تتمتع شبكات الجيل الخامس بالعديد من المميزات الرائعة، والتطبيقات اللامحدودة.
وستساعد سرعة الجيل الجديد من الإنترنت والتأخير بمقدار جزء واحد من الثانية في تكوين شبكات اتصال بين السيارات «ذاتية القيادة» والسيارات الأخرى مما يحسن من آلية ضبط المشكلات المرورية في مناطق الاختناق المروري. كما ستسهل التحكم في جميع تقنيات الواقع الإفتراضي عن بعد بسرعة فائقة وتحليل البيانات الناتجة عن طريق الشبكات العصبونية المتطورة.
كما أن أغلب أنظمة شبكات الحاسب تعتمد على جهاز خادم مركزي «Server» للتحكم في باقي الاجهزة التابعة له في الشبكة، ومع ظهور شبكات الجيل الخامس لن يكون هناك حاجة لربط الاجهزة ببروتوكلات الشبكات القديمة حيث يمكن لأنظمة الذكاء الاصطناعي أن تدير عمل الجهاز لاسلكيا دون أي إشراف مركزي.
الجانب المظلم من الجيل الخامس
لكن على الجانب الآخر، فإن شبكات الجيل الخامس تثير الكثير من المخاوف على الصعيد الأمني، وخاصة لما في شبكات الجيل الخامس من قدرة على الاتصال وسرعة الوصول إلى البيانات تتزايد على مدار الساعة.
إذ أعربت الحكومة الاسترالية عن قلقها حيال تمكين المستخدمين العاديين من الاستخدام الاجرامي لهذه الشبكات خاصة وانها قد قامت بتغيير جميع انظمة التنبؤ بالأحوال الجوية والرادارات العسكرية إلى ترددات الجيل الخامس، الأمر الذي يجعل هذه الأنظمة عرضة للاختراق والتلاعب، إضافة إلى مخاطر انتهاكات الأمن المعلوماتي للبلاد نظرا لكونها تعمل تحت طائلة التحكم عن بعد.
كذلك تسربت مؤخرا وثيقة من مجلس الأمن القومي بالولايات المتحدة الامريكية تشير فيها إلى خوفها المتزايد من التفوق الصيني في تطوير شبكات الجيل الخامس والذي سوف يعني بدوره فرض هيمنتها سياسيا وعسكريا.
وتوازى مع ذلك، إطلاق الحكومة الامريكية لبيان رسمي في يناير الماضي بخصوص خططها لتطوير شبكات الجيل الخامس للحيلولة دون أمور التجسس المرتقبة من قبل الإدارة الصينية على الأجهزة الخلوية الأمريكية، بعد اعتراف صريح منها بتفوق الحكومة الصينية والكورية الجنوبية عليها في تكنولوجيا الاتصالات.