اعتراف مربك أدلت به إدارة فيسبوك موخرا، حيث أقرت بسماحها لشركات أخرى، مثل نيتفليكس وسبوتيفاي، بمشاهدة ملايين الرسائل الخاصة برواد الموقع، في ضربة جديدة لخصوصية منصة التواصل الاجتماعي الأكثر رواجا.
فيسبوك يعترف
اعتراف آخر وفضيحة جديدة، هذا ما يبدو عليه الأمر مع إقرار إدارة فيسبوك أخيرا، بسماحها لشركات تقنية شهيرة، مثل نيتفليكس وسبوتيفاي، بقراءة ملايين الرسائل النصية الخاصة بالمستخدمين، حيث جاء اعتراف موقع فيسبوك بتلك الواقعة المهددة للخصوصية، بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز عنها منذ ساعات قليلة.
كانت صحيفة نيويورك تايمز قد أعدت تقريرا، أوضحت من خلاله أن موقع فيسبوك لم يتردد في مشاركة بيانات المستخدمين مع شركاءه من الشركات العالمية الأخرى منذ سنوات طويلة، الأمر الذي ردت عليه إدارة موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شهرة، بإقرار حدوثه بالفعل.
أوضحت الصحيفة الأمريكية العريقة أن خدمة سبوتيفاي الموسيقية على سبيل المثال، يسمح لها بمشاهدة الرسائل الخاصة بأكثر من 70 مليون مشترك للفيسبوك في الشهر الواحد، مؤكدة على أن كل من نيتفليكس وبنك رويال الكندي وبالطبع سبوتيفاي، بإمكانهم جميعا قراءة أو إلغاء أو حتى تعديل رسائل المستخدمين إن أرادوا.
لا تعد تلك الفضيحة هي الأولى بالنسبة لفيسبوك، فيما يتعلق بخصوصية المستخدمين، حيث مازالت إدارة الموقع الشهير تحارب في قضية كامبريدج أناليتيكا، الخاصة بتسريب بيانات عشرات الملايين من رواد الموقع في مارس الماضي، علاوة على أزمة اختراق بيانات نحو 50 مليون حساب مشترك، في شهر سبتمبر من العام الحالي أيضا.
تعقيب الأطراف الأخرى
من جهتهم، وفي تعقيب على تلك الفضيحة الأخيرة، أكد المسؤولون في كل من سبوتيفاي ونيتفليكس، عدم علمهم بوجود هذا الإذن بفتح رسائل المستخدمين من الأساس، حيث أشاروا إلى أنهم لم يقوموا يوما بإنتهاك خصوصية الرسائل الخاصة للمستخدمين، في ظل عدم وصول شكاوى لفيسبوك تخص أي نوع من أنواع الإساءة للمستخدمين بهذا الصدد.
يعقب المتحدث الرسمي لنيتفليكس على الأمر قائلا: «على مدار سنوات، سعت إدارة نيتفليكس إلى جعل الخدمة أكثر رواجا، لذا قمنا بإطلاق خدمة للمشتركين في عام 2014، تسمح لهم بترشيح أفضل الأفلام والمسلسلات المعروضة على الشبكة إلى الأصدقاء عبر فيسبوك، من خلال الرسائل الخاصة»، موضحا: «عدم نجاح تلك الخاصية دفعنا إلى إيقاف عملها في سنة 2015، لذا فسواء كان خلال تلك الفترة أو ما يسبقها، فإننا لم نتابع رسائل مستخدمي فيسبوك، بل ولم نطالب بذلك يوما».
الجدير بالذكر أن المسؤولين الحاليين أو حتى السابقين بفيسبوك، قد ألمحوا إلى تلك الأخبار غير السارة للمستخدمين، مع ظهورها على يد صحيفة نيويورك تايمز، حيث غرد مسؤول الخصوصية السابق في الموقع، أليكس ستاموس، عبر تويتر قائلا: «نأسف على قول هذا، ولكن إتاحة البيانات لأطراف أخرى هو من صميم المنافسة القوية، لذا فكل ما تقوم به نيويورك تايمز من محاولات لأجل تحويل هذا الأمر إلى فضيحة عالمية، هو خطأ فادح من جانبها».